تجمع علماء الدين والمفتين من كل ارجاء الدولة .. لقد تمت دعوتهم من قبل الخليفة نفسه .. هناك امر جلل وامر عظيم .. اهم واشهر علماء ومفتين العصر اجتمعوا في مجلس واحد وفي قصر امير المؤمنين .. وماذا بعد !!
لقد كانت فرصة لبعضهم بان يكتشفوا ارجاء القصر وحياة البذخ التي يسمعون بها ولايرونها .. فقد اجتمعوا في المجلس الخاص للأمير قال احدهم لمن بجانبه .. ترى ماظنك سبب اجتماعنا .. رد عليه صاحبه .. ياخبر بفلوس بكرة بيصير ببلاش ..
فهااا قد وصلت مجموعة من المفتين من شرق البلاد .. يلبسون ملابسهم من الكوفية والعمامة البيضاء .. وغيرهم من بلاد المغرب والبعض من الشرق الادنى .. وهناك رجال وصلوا من بلاد القاهرة .. وغيرهم وغيرهم ..
دخل أمير المؤمنين بثيابه المزركشة والرسمية .. ترتسم على وجهه علامات الجدية والاهتمام .. قام بتحية الجميع وأمر مساعديه بتجهيز الوليمة الكبيرة ..
وهكذا أكل الجميع مالذ وطاب ووبعد ذلك أتت المشروبات من كل نوع ولون .. الاحمر والاصفر والعصائر اللذيذة من كل نوع وشكل ..
وبعد الترحيب وتقديم الشكر والتحايا لكل من أتى من جميع انحاء البلاد .. تكلم الخليفة قائلا لقد جمعتكم ايها الشيوخ لأمر جلل .. تلفت العلماء على بعضهم البعض .. ماقد يكون هذا الامر الكبير والجلل .. !!
- لقد طلقت زوجتي .. طلاقا بالثلاث واريد ارجاعها ..
ضرب العلماء اكفهم بعضها في بعض .. استأذن واحد منهم في الحديث للخليفة وقال ولكن يا امير المؤمنين لاتستطيع ارجاعها فالشرع واضح في هذا الامر ..
- لاتحكموا قبل أن اخبركم القصة كلها .. لقد كان يوما لم يظهر فيه قمر .. لقد عدت من سهرة ليلة الخميس كالعادة .. ودخلت على زوجتي ونور الصباح قد تسلل ونشر ضوءه في كل مكان ..
رأتني زبيدة وقالت لي وهي غضبانة انك رجل لن تدخل الجنة .. فأوقدت في عقلي وفي نفسي كل شرور الغضب ورددت عليها هذا بدلا من أن تتلقي للخليفة التحية .. وتقومي بواجبك كزوجة مطيعة !!
اذا .. انتي طالق ان لم أدخل الجنة ..
وهكذا فأنا لا اعلم ان كنت سأدخل الجنة ام لا ؟ هل تستطيعون الان ان تقولوا لي هل يقع الطلاق ام لا ؟
ضج المجلس بحديث العلماء والشيوخ فهذا يستغرب هذا الطلاق والآخر يجزم بأن هذا طلاقا لارجعة فيه .. وانقسم المجلس الى أقوال متعددة فالبعض منهم يقول بأن هذا الطلاق لايقع والبعض الاخر يقول بأن العودة لاتجوز ولا حل هناك ..
وكان هناك في الركن البعيد شخص هادئا وصامتا .. لم يتكلم ولم يشارك في النقاش الدائر ...
تطلع الخليفة الى ذلك العالم وقال له .. لم تقل لنا رأيك ايها العالم الفقيه .. ابتسم الإمام بهدوء وقال له بسيطة .. ماهو البسيط أيها الامام. هل لك بأن تعطينا رأيك وفتواك !!
طلب الشيخ من الخليفة ان يتفضل بإحضار نسخة من الكتاب الكريم القرآن وتم تلبية طلبه وسط صمت المجتمعين .. قام الامام بفتح القرآن الكريم على سورة الرحمن .. وأشار الى الملك بأن يقرأ سورة الرحمن حتى اذا ماوصل الى الآية "ولمن خاف مقام ربه جنتان" قال له الشيخ امسك يا امير المؤمنين فتوقف الخليفة وقال له قل اقسم بالله العظيم .. فقال الخليقة أقسم بالله العظيم .. فقال الامام اني اخاف مقام ربي .. فقال الرشيد " اني اخاف مقام ربي" فقال الامام بهذا لك جنتان وليست واحدة ..
فهنا تهلل وجهة الخليفة وفرح .. وقال للامام العالم احسنت .. لقد انفجرت اسارير الخليفة فحبيبته وقرة عينه زبيدة عادت اليه وكل ذلك بفضل الله ثم بفضل شيخ الفقهاء الليث .